الجمعة، 20 فبراير 2009

حرب غزة الأخيرة وضحت ازدواجية المعايير الدولية انطلاقا من صرح الخراب والدمار هيئة الأمم المتحدة وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والدول العربية التي خلقت بينها الولايات المتحدة الأمريكية رباعية معتدلة لتكون عينا ساهرة على مصالحها في المنطقة العربية.
الدول العربية استجابة لمنطق الاعتدال وفي حرب غزة اكتفت بتقديم جرعات الدم وبعض المليمات والدنانير والدراهم وفتاتا من الخبز وحبات من الأدوية التي لم تكفي لرفع الضيم عن حي من إحياء غزة والدليل إن الدمار بقي بعد عقد هدنة مع الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ومازالت تعاني ليومنا هذا غزة من أثار الاجتياح الإسرائيلي على غزة.
ومجلس الأمن ينادي في مؤتمر دافوس الاقتصادي الدولي لجمع أكثر من ستة مائة مليون دولار لمساعدة سكان غزة الذين تضرروا من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
قرار نظري لمجلس الأمن كعادته مثلما اقر قرار 1860 القاضي بوقف إطلاق النار على الفلسطينيين ولم يلزم به ومثلما اقر جملة من القرارات من قبل وحفظها في سجله الأسود ليبقى للذكرى لان الولايات المتحدة الأمريكية لم ترض بتطبيقه لأنها حليفة دولة إسرائيل كما يحلو للبعض مناداتها بان أقاموا لهلا دولة لم تكن موجودة من قبل وهي الهبة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لحليفتها إسرائيل.
والكل يعلم الدور المصري في الحرب على غزة وكيف رفضت مصر فتح المعابر وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وكل ما قدمته ما هو إلا ذر رماد في العيون حتى لا تشوه صورتها أمام الرأي العام وفي وسائل الإعلام وكيف جاء قرار وقف إطلاق من جانب واحد وكأنه امتثال للتهديد المصري إذ صدر هذا القرار من جانب السلطة الإسرائيلية بعد خطاب حسني مبارك بقليل.
اليوم وكأني بحسني مبارك يريد إصلاح ما أفسده في الأيام القليلة الماضية فهو يسعى مع روسيا إلى إيجاد حل لعملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل الهدنة بين طرفي النزاع أي بين حماس وإسرائيل وهو يؤكد حسن نواياه في التوصل إلى تهدئة تخدم الجانب الفلسطيني أين كان هذا الموقف المصري قبل أن تقع الكارثة في القطاع.
لكن ليس في هذا حسن نوايا بما أن الوزير الروسي وأبو الغيط قد اجريا اتصال هاتفي مع القيادات السياسية الأمريكية لبحث مسألة التهدئة ومن هذا يمكن القول أن الاجتماع الذي سيعقد في شرم الشيخ في 2 مارس القادم لن يسفر على نتائج ايجابية ما دام للولايات المتحدة الأمريكية سيكون لها تدخل سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة لان أمريكا لن توافق على القارات التي لا تخدم مصالح حليفتها إسرائيل.

ليست هناك تعليقات: