الخميس، 12 مارس 2009

المسلسل العراقي يعاد بثه في السودان

مما لاشك أن قرار المحكمة الجنائية يوم 4 مارس 2009 عبر المدعي العام الأرجنتيني لويس مورينواى اوكمبو بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير وهو أول حاكم تطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دار فور هو استمرار للمسلسل العراقي خلال فترة الرئيس السابق جورج بوش الذي يريد كل من مورينو والدمى التي تحركه إعادته في السودان.

هذا المسلسل الدامي الذي مازلنا نشاهد نتائجه في العراق إلى اليوم يبدو أنه سيعاد بثه في السودان لنشهد مأساة انحلال دولة جديدة.

ولئن كانت التهمة الموجه إلى الرئيس الراحل صدام حسين امتلاك أسلحة نووية غير شرعية ثم رأينا كيف كانت تلك التهم باطلة وهي مجرد كذبة سخيفة أرادوا بها الدخول إلى العراق لنهب خيراته اليوم يبدو أن السودان هي الضحية الثانية وضعت على القائمة لنهب خيراتها واستعمارها وخنق الأصوات التي تريد الدفاع عن المقاومة.

لكن هذه المرة تريد القوى الغربية إقناع الرأي العام بان غرضها نبيل وهي الدفاع عن حقوق الإنسان في السودان والتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب السوداني حتى تشرع بذلك دخولها إلى السودان.

يبدو أن المحكمة تخدر فتستمر في سباتها العميق حين يكون سادة الغرب يعيثون فسادا في الأرض ضد الرب والمسلمين حين يكون أعضاء العصابة الصهيونية يتفننون في ابادة الشعب الفلسطيني. ثم تستفيق على رنات و نغمات جديدة باسم الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان لكن كان الأجدر بهذه المحكمة أن تستفيق على رنات الرصاص المدوية في سماء غزة و على صوت القنابل التي أبادت شعبا بأكمله.

مذكرة التوقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير هي مجرد طبخة تحضرها أمريكا لترتوي من بحر البترول الفائض في السودان.

النية واضحة فلم يعد بمكاننا أن نصدق شعارات الديمقراطية و المحافظة على حقوق الإنسان لأنها شعارات منمقة تريد بها أمريكا و حلفائها إسكات الرأي العام.

أين كانت هذه المحكمة الدولية حين كان مصاص الدماء أيهود اولمرت يشبع جنوده بدماء الشعب الفلسطيني الصامد. ما وقع من جرائم في السودان لخصته المحكمة في سبعة جرائم ضد عمر البشير لكن هذه المحكمة لم ترى أي جريمة مشابهة لها في غزة حتى تصدر مذكرة توقيف ضد اولمرت.

فهي مذكرة تستهدف عمر البشير بسبب مواقفه ضد إسرائيل و هو الذي لا يهاب هذه الدولة رغم غطرستها و السبب الثاني هو إعطاء البشير حقوق استثمار النفط لشركات الصينية ليحرم بذلك الشركات الأمريكية من هذه الأكلة الدسمة ولا ننسى كذلك أن السودان متهم بتهريب السلاح الإيراني والغير الإيراني إلى غزة خلال حربها الأخيرة مع إسرائيل.

و لعل مساندة السودان لحركة حماس هو سبب آخر لتوقيف البشير باعتبار أن حركة المقاومة هي عدوة إسرائيل.

أصبح عمر البشير مجرم حرب بعدما رفضت تسليم هارون و كشيب إلى المحكمة.رفض تسليم مواطن سوداني للمحكمة و لو فعل ذلك لما وجد نفسه اليوم في قفص الاتهام و لو انه ساير أمريكا و لب رغباتها و اخضع رقبته لها لما وضعت رقبته اليوم تحت سكين الجلاد الصهيوأمريكي.

بغض النظر ما إذا كان عمر البشير متورط أم لا في جرائم الحرب التي وقعت في السودان يجدر بالدول العربية أن تسانده ليس حبا فيه و لكن خوفا على السودان من التفكك و الاستعمار حتى لا تكون كسابقتها العراق و حتى لا يأتي الدور في يوم ما على أي بلد آخر.

الجمعة، 20 فبراير 2009

حرب غزة الأخيرة وضحت ازدواجية المعايير الدولية انطلاقا من صرح الخراب والدمار هيئة الأمم المتحدة وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والدول العربية التي خلقت بينها الولايات المتحدة الأمريكية رباعية معتدلة لتكون عينا ساهرة على مصالحها في المنطقة العربية.
الدول العربية استجابة لمنطق الاعتدال وفي حرب غزة اكتفت بتقديم جرعات الدم وبعض المليمات والدنانير والدراهم وفتاتا من الخبز وحبات من الأدوية التي لم تكفي لرفع الضيم عن حي من إحياء غزة والدليل إن الدمار بقي بعد عقد هدنة مع الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ومازالت تعاني ليومنا هذا غزة من أثار الاجتياح الإسرائيلي على غزة.
ومجلس الأمن ينادي في مؤتمر دافوس الاقتصادي الدولي لجمع أكثر من ستة مائة مليون دولار لمساعدة سكان غزة الذين تضرروا من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
قرار نظري لمجلس الأمن كعادته مثلما اقر قرار 1860 القاضي بوقف إطلاق النار على الفلسطينيين ولم يلزم به ومثلما اقر جملة من القرارات من قبل وحفظها في سجله الأسود ليبقى للذكرى لان الولايات المتحدة الأمريكية لم ترض بتطبيقه لأنها حليفة دولة إسرائيل كما يحلو للبعض مناداتها بان أقاموا لهلا دولة لم تكن موجودة من قبل وهي الهبة التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لحليفتها إسرائيل.
والكل يعلم الدور المصري في الحرب على غزة وكيف رفضت مصر فتح المعابر وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وكل ما قدمته ما هو إلا ذر رماد في العيون حتى لا تشوه صورتها أمام الرأي العام وفي وسائل الإعلام وكيف جاء قرار وقف إطلاق من جانب واحد وكأنه امتثال للتهديد المصري إذ صدر هذا القرار من جانب السلطة الإسرائيلية بعد خطاب حسني مبارك بقليل.
اليوم وكأني بحسني مبارك يريد إصلاح ما أفسده في الأيام القليلة الماضية فهو يسعى مع روسيا إلى إيجاد حل لعملية السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل الهدنة بين طرفي النزاع أي بين حماس وإسرائيل وهو يؤكد حسن نواياه في التوصل إلى تهدئة تخدم الجانب الفلسطيني أين كان هذا الموقف المصري قبل أن تقع الكارثة في القطاع.
لكن ليس في هذا حسن نوايا بما أن الوزير الروسي وأبو الغيط قد اجريا اتصال هاتفي مع القيادات السياسية الأمريكية لبحث مسألة التهدئة ومن هذا يمكن القول أن الاجتماع الذي سيعقد في شرم الشيخ في 2 مارس القادم لن يسفر على نتائج ايجابية ما دام للولايات المتحدة الأمريكية سيكون لها تدخل سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة لان أمريكا لن توافق على القارات التي لا تخدم مصالح حليفتها إسرائيل.

الأربعاء، 18 فبراير 2009

روسيا ومصر تسعيان لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط

يسعى الرئيس المصري حسني مبارك و وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع بالقاهرة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وإيجاد حل ايجابي للوضع في غزة.

كما بحث الطرفان الروسي والمصري المسائل المتعلقة بعقد المؤتمر المكرس للوحدة الفلسطينية في 22 فيفري بالقاهرة ومؤتمر المانحين الخاص بإعادة اعمار غزة في 2 مارس القادم بشرم الشيخ.

وأكد لافروف أن الطرفان المصري والروسي قد توصلا إلى اتفاق مع هيلا ري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية خلال اتصال هاتفي على إجراء اللقاء بينهم بعد أسبوعين مشيرا إلى أنهما سيناقشان خلال هذا اللقاء سبل تسوية القضية الشرق أوسطية.

وأكد لافروف أن روسيا ستشارك في مؤتمر المانحين المكرس لإعادة اعمار غزة الذي سيعقد بالقاهرة في 2 مارس القادم، مضيفا أن روسيا مع اللجنة الرباعية والبلدان العربية ستعد خلال الأسابيع القريبة الظروف لعقد مؤتمر موسكو الخاص بالشرق الأوسط.

ومن جهته شدد الرئيس المصري على ضرورة التوصل إلى اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحماس مؤكدا أن ملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط يبحث منفصلا عن قضية التهدئة مؤكدا أن مصر تسعى إلى توحيد الصف الفلسطيني وتثبيت التهدئة بين حماس وإسرائيل.

و من جهته قال سفير روسيا الاتحادية لدى جمهورية مصر العربية في برنامج"حدث وتعليق" ميخائيل بوغدانوف إن موسكو تشعر بقلق شديد من جراء الأحداث المأساوية التي حصلت في غزة معتبرا أن الهدف الأساسي من التدخل الروسي هو التوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بأسرع وقت لتعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في جو من الأمن وحسن الجوار.

وأضاف السفير الروسي أن بلاده تجري محادثات هامة مع الفلسطينيين والإسرائيليين وشركاهم في الرباعية الأوروبية، من اجل التطبيق الدقيق والعملي لقرار مجلس الأمن الدولي 1860 مفسرا أن ضعف أداء "اللجنة الرباعية" في الآونة الأخيرة إلى المرحلة الانتقالية الأمريكية التي أضعفت الدور الأمريكي الذي هو مهم جداً في المنطقة، وكذلك إلى المرحلة الانتقالية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية الفلسطينية التي أثرت سلبياً على عملية التحرك نحو التسوية.

وأكد بوغد نوف أن بلاده تدعم الجهود الرامية إلى توحيد الصف الفلسطيني وتثبيت التهدئة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

وأعلنت حماس وفقا لوكالة أنباء مصرية موافقتها على التهدئة لعام ونصف عام يتم بمقتضاها فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل ووقف العمل العسكري والعدوان بكل أشكاله