الجمعة، 9 يناير 2009

القدس
سلبت بالموت حق الحياة
دمرت بالأمس مسجد الأبرياء
يا قدس يا أم الأوطان
يا راية دائمة للسلام
يا ايها الطاغي كن على حذر
بامكانك ان تقول يوم الحساب قد قدم
غزوت النور ودمرت البيوت
ستهزم ستهزم ايها القذر
قمة عربية او امة عربية؟
يتواصل العدوان على القطاع ويتواصل فيه ارتفاع عدد الشهداء و الجرحى والقادة العرب مازالوا مترددين في قبول الدعوة التي جددها أمير دولة قطر -الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة عربية طارئة للتوصل الى حل جذري يخرج الفلسطنين من ازمتهم .
فمما لا شك فيه ان هذه القمة حتى وان عقددت لن يرجى منها فائدة غير الاستنكار والتنديد بالرفض لما يجري في القطاع وهو ما تعودنا عليه من نتائج القمم العربية السابقة وهذا لن ينفع الفلسطنيين في شيئ.
ولو فرضنا ان العرب قد نجحوا في هذه القمة وتوصلوا الى نتائج هل ينتضرون ان ترضخ لهم اسرائيل و تستجيب لمطالبهم هذا محال ان تقعله اسرائيل.
فالعرب لو ارادوا حقا مساعدة هذا الشعب المحاصر لاستطاعوا فعل ذلك بمجرد مكالمة هاتفية ولكن هذا المناشدة والمطالبة بعقد قمة ماهي الا مجرد ذر رماد في العيون حتى نقول ان القادة العرب لهم مواقف. عقد قمة او عدم عقدها الامر سيان فلاجدوى من قرارات ليس لها قوة ردع حيث أنها تعد قرارات على ورق. الامر بات واضحا بالنسبة للعرب ولو ارادوا ان يساعدوا لوجدوا الف حل للمساعدة اضعف الايمان ان يطردوا السفير الاسرائيلي من بلدانهم كما فعلت فنزويلا.

الجمعة، 2 يناير 2009



فريب حي الزهور يشهد اقبالا كبيرا


بالرغم من أنك في فصل الشتاء إلا أن الطقس لا يوحي لك بذلك فانظر إلى الشمس البازغة في قلب السماء حيث تشعرك يدفئها فيخيل إليك بأنك في احد ايام الربيع الجميلة إذ يخرج الجميع لقضاء حاجتهم وهو ما يتبادر إلى ذهنك و أنت تقترب من سوق الملابس المستعملة بحي الزهور.
و ما إن تطأ قدمك السوق تشتم رائحة مميزة للملابس المستعملة ويستقبلك بائع مبتسم وهو يخبرك عن ثمن ما وضعت عليه يديك وأمام عينيك علقت معاطف للرجال وأخرى للنساء و بالقرب منك تتدلى ملابس داخلية للنساء و ملابس يبدو أنها جديدة للأطفال.
و إذا ما نظرت نظرة خاطفة لكامل السوق لرأيت أجنحة مختلفة و طاولات عرضت عليها مختلف البضائع تلك خاصة بملابس للنساء و أخرى للرجال و غير بعيدا عنها طاولات عرضت أحذية نسائية و رجالية و حتى ملابس الاطفال و لعبهم لم تتغيب عن طاولات سوق حي الزهور .

الملابس القديمة تشهد إقبالا كبيرا

الملابس المستعملة أو"الفريب" الكلمة المتداولة في الوسط الشعبي أصبحت تجتذب أعداد واسعة من الزبائن يقول عبد السلام خياط بائع ملابس مستعملة "لاحظنا إقبال كبير على الملابس القديمة بجميع أنواعها و الناس تفضل المستعمل على الجديد"
وعن سبب هذا الإقبال على الملابس القديمة تقول السيدة أحلام العرفاوي التي قاطعناها عن بحثها عما يلزمها في بالة الملابس النسائية :"أنا من الزبائن المعتادين على زيارة هذا السوق بانتظام ففيه أجد ضالتي من الملابس وما انا في حاجة إليه باسوام اقل بكثير من الملابس الجديدة وهي ذات ماركات عالمية."
وما يلفت انتباهك وأنت تتجول في سوق الملابس أن المشترين أصبحوا كالأسود يتقنون خطف فريستهم من الملابس من بين يدي الآخرين هكذا يفعل حمزة الفطناسي طالب تعود على الذهاب إلى سوق الملابس :"أنا ازور أكثر من سوق للملابس المستعملة و الفريب يلزمه الصبر و السرعة في الحوز على القطعة التي تعجبك حتى لا تفتك من بين يديك".
وان كان الذهاب الى سوق الملابس المستعملة أصبح عادة بالنسبة للبعض فانه يعد للبعض الأخر ضرورة لابد منها وهو ما قالته السيدة عائشة المكي وهي ام لخمسة أطفال:"الفريب بالنسبة لي ضرورة فمنه اكسي نفسي وابنائي


سواءا في الأعياد او في الايام العادية ليست لي القدرة المادية لشراء ملابس جديدة فهي أغلى من الفريب بكثير".
الأغنياء في قائمة الزبائن

ولكن يبدو أن الفريب لايقتصر فقط على الفقراء او الفئات المحدودة الدخل التي لا تقدر على مجابهة غلاء الملابس الجديدة المعروضة في المحلات بأسعار مشطه فقط بل إن الفئات الثرية و الميسورين الحال هي كذلك من الزبائن الأوفياء للفريب وهو ما يؤكده فرحات بالطيب بائع ملابس:"زبائني من كل الفئات الاجتماعية وزبائني الأوفياء من الطبقة الثرية ولا تزعجهم أبدا الاسوام منهم من يشتري بأكثر من 100 دينار يدفعها نقدا".
ويبدو أن ما قاله السيد فرحات صحيح فانظر إلى تلك السيدة التي ترتدي معطف بني فاتح و تضع فوق رئسها نظارات شمسية يبدو عليها أنها ميسورة الحال وهي منهمكة في البحث عن القطعة التي تناسبها تقول هذه السيدة:"ما اشتريه من القريب أفضل بكثير مما هو موجود في المحلات الجديدة كما انها ملابس ذات خامة جيدة و يسعر اقل بكثير مما هو معروض قي المحلات الجديدة."
أما السيدة سلوى وهي بائعة في السوق تقول:" زبائني الأوفياء اغلبهم أساتذة وحتى الأطباء ومنهم من يزورني في محل الفريب في بيتي وتربطني بهم علاقة ثقة وانا اخبرهم عن موعد قدوم البالات الجديدة."
بيد ان الملابس المستعملة ليست مجال عملها فالمرأة كانت تعمل في السياحة قبل الخوض في هذا القطاع:"كنت اعمل بالسياحة وتخليت عنها كي أكون قريبة من أطفالي ومن اجل أن أتفرغ لتجارة الفريب التي بدأت العمل بها مع والدي منذ كنت طفلة في المدرسة."
الفريب تجارة لا تخلو من متاعب
ربما تأخذك نظرة إشفاق على هذه السيدة التي تخرج من الصباح الباكر غير عابئة بالطقس سواء كان شتاء أو صيف ولكن لو تمعنت النظر
في وقفتها وفي كلامها تستشعر أنها امرأة قوية ولها دراية جيدة بالقطاع وتحسن التعامل مع الباعة و التجار الذين تتعامل معهم فعن مصدر سلعتها تقول:"لكي تشتري البالة من المصنع يلزمك على الأقل 70 مليون دينار بالاظافة إلى الرخصة التي يسلمها الوالي وبما أني لا املك هذا المبلغ اضطر إلى التعامل مع تجار كبار لشراء البالات باسوام تختلف حسب نوعية البالة تصل الى 200 دينارو700دينار "للدخلة" أي بالة الملابس الداخلية".
وقد يبدو لك أن الأمر قد انتهى هنا بمجرد شراء السلعة ولكن الرحلة مازلت متواصلة ليس فقط مع سلوى ولكن مع جميع الباعة وهذا العم صالح بالخضر أقدم بائع في سوق حي الزهور يقول:"قبل عرض البالة على المتسوقين أقوم بفتحها في البيت وتساعدني زوجتي وبناتي ففرز القطع الجيدة لغسلها وكيها وهي التي تعلق وتلك تكون بأسعار أكثر."
ولكن ليس الباعة فقط حريصين على غسل الملابس بل إن المشترين كذلك لهم نفس الحرص بل و أكثر ونبيه الماجري الممسكة بحزمة من الملابس تفعل نفس الشيء:"أنا حريصة على تنظيف ما اشتريه من الملابس وغسلها بالماء الدافئ الممزوج بقطرات من الجافال قبل استعمالها" وبعد أن ضحكت قالت "الوقاية خير من العلاج".